اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 427
رجال من عمومة الفتى فشكوا الربيع إلى المنصور [1] ، فقال المنصور: إن الربيع لا يقدم على مثل هذا إلا ومعه حجّة، فاذا شئتم أغضيتم على ما فيها، وإن شئتم سألته وأنتم تسمعون، قالوا: فسله، فدعا الربيع وقصّوا قصّته، فقال الربيع: هذا الفتى كان يسلم من بعيد وينصرف، فاستدناه أمير المؤمنين حتى سلّم عليه من قرب، ثم أمره بالجلوس، ثم تبذّل بين يديه فأكل، ثم دعاه إلى [158 ظ] طعامه ليأكل معه من مائدته، فبلغ من جهله بفضيلة المرتبة التي صيّره فيها أن قال حين دعاه إلى غدائه: قد تغديت، وإذا ليس عنده لمن تغدّى مع أمير المؤمنين إلا سدّ خلّة الجوع، ومثل هذا لا يقوّمه القول دون الفعل [2] .
[في براعة التشبيه]
لبعض العرب: [3] [الطويل]
بدا البرق من نحو الحجاز فشاقني ... وكلّ حجازيّ له البرق شائق
سرى مثل نبض العرق والليل دونه ... وأعلام ليلى كلّها والأسالق [4]
وقال آخر: [الطويل]
أرقت لبرق آخر الليل يلمع ... سرى دائبا فيما يهبّ ويهجع
سرى كاحتساء الطير والليل ضارب ... بأرواقه والصّبح قد كاد يسطع [5] [1] في الأصل: (على المنصور) . [2] الخبر في البيان والتبيين 2/329. [3] البيتان في البيان والتبيين 2/330.
[4] في البيان والتبيين: (وأعلام أبلى) ، أبلى: جبال بين مكة والمدينة.
الأسالق: جمع سلق، القاع المطمئن لا شجر فيه.
[5] في اللسان (قذى) بيت قريب من هذا لحميد بن ثور، وليس في ديوانه:
خفيّ كاقتذاء الطير والليل واضع ... بأرواقه والصبح قد كاد يلمع
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 427